توسع بؤرة الاحتجاجات والاضطرابات في ديس المكلا لتشمل أحياء مسجد الشهداء
امتدت بؤرة الاحتجاجات
والاضطرابات شبه اليومية في منطقة ديس المكلا وخرجت من دائرة حارة باسويد
لتشمل الأحياء المحيطة بمسجد الشهداء طوال مساء اليوم وأمس.
حيث
اندلعت من بعد صلاة المغرب حتى الساعة التاسعة مساء اليوم الخميس مواجهات
بين شباب وأطفال وقوات أمنية تخللها إطلاق نار متقطع وأنباء من شهود عيان
لم يتسنى التحقق من مصداقيتها تفيد بإصابة شخصين من صغار السن في الأحداث
التي نجم عنها الاعتداء على بساط عدد من بائعي الخضروات والعربات
المتنقلة الخاصة بمواطنين من المحافظات الشمالية، وإغلاق الخط المؤدي من
دوار مسجد الشهداء إلى فندق المسيلة بعد إشعال النيران في جذع شجرة كبيرة
وضع في منتصف الشارع، ومازالت
الأحياء والأزقة الداخلية في الديس تشهد مطاردات مستمرة وشد وجذب أجبر
الأهالي على البقاء في ديارهم وعدم مغادرتها بينما أغلقت المحلات التجارية
والاستهلاكية أبوابها على غير المعتاد باكراً تخوفاً من تدهور الأوضاع في
الساعات المقبلة.
في
حين تشهد المناطق الكبرى في المكلا والشرج ومناطق أخرى في الديس هدوء نسبي
بعد نصب شباب 23 فبراير خيمة الاعتصام حول الدلة بالمكلا والتي تحولت
اليوم إلى قبلة ومزار للمعتصمين ويرتاده المطالبين بإسقاط النظام وتنحي
الرئيس علي عبدالله صالح وما زال الشباب يتقاطرون على الخيمة من كل حدب
وصوب حتى بعد صلاة العشاء اليوم الخميس مما أدى إلى إحداث خلل في تركيبة
المعادلة بين الحاكم والمشترك والحراك بأنواعه وأطيافه المختلفة.
وعلق
مراقبون بأن المكون الجديد الطارئ على الساحة استطاع جذب اهتمام المواطنين
من كآفة شرائح المجتمع والدخول في مشروع شراكة حقيقية بغية أحداث إصلاحات
سياسية على مستوى اليمن والمحافظة.
ووصف
مراقبون محليون خروج الشباب لشوارع مدينة المكلا لإطلاق صرخة المطالبة
بإسقاط النظام بمثابة استجابة لمد الثورة الشبابية العربية التي اندلعت
شرارتها من تونس وتفجرت في مصر ودول عربية أخرى من بينها ليبيا وحالياً
اليمن, مؤكدين أن الشباب استوعبوا في الوقت المناسب انهم يتحملون مسؤليتهم
في التغيير في اللحظة التاريخية التي أصبحوا خلالها وقود الثورة وأدواتها
الفاعلة للتغيير وإسقاط الأنظمة الاستبدادية