اليوم ان شاء الله سأبدأ بكتابة أول رواياتي ، لحبي الكبير للكتابة و احساسي العميق باني استطيع أن اعطي الكثير في هذا المجال لذا اتمنى ان تعجبكم الرواية التي ساضع اجزاءها تباعا إن شاء الله ، و ارجو منكم اخواني ان تفيدوني بنقدكم البناء و نصائحكم المفيدة عنوان الرواية : صـــدفـــــة ؟ نوعها : واقعية الكاتب : اخوكم احمد إهـــــداء أولا أريد أن أهدي هذه الرواية لكل من فقد الامل في الحياة و أٌغلقت في وجهه جميع الابواب أهدي هذه الرواية أولا لكل أساتذنا في أكاديمية الروايات بدون أن اذكر الاسماء لكي لا يكون احد في آخر اللائحة و أيضا لأخي عبد المومن الذي كان أول من شجعني على الكتابة ، و لا أنسى - و كيف لي ان انسى - ذكر أمي خديجة و أخي يونس و محمد و اخواتي هاجر و سميرة و كل اعضاء منتدى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الذين صراحة لولاهم لما اطلقت العنان لقلمي و ادركت اهميته ، لا اريد ان اطيل عليكم لذا اترككم مع فصول روايتي المتواضعة الفصل الاول : مصير مجهول ليلة ماطرة ، لم تبخل فيها السماء بالغيث على أحد كاريانات المدينة الكبيرة ، جاعلة منه بركة عملاقة . سيول من الاوحال اغرقت هذا الحي المتداعي في مشهد صار مألوفا عند سكان هاذا المكان الكئيب بيوت ، و أي بيوت ، قبور مشيدة فوق الأرض ، حجارة و قصدير و أشياء أخرى لا تستطيع حتى تميزيها من شدة الاهتراء ، أو أن تتخيل العيش في هذه البيوت ليوم واحد . أفران في الصيف و مستنقعات في الشتاء . البرد قارص ، و الظلام دامس ، و المكان في صمت رهيب . و الناس بين مترنح من السكر و نائم من فرط مشقة رغيف الخبز و متارق من حدة الهموم أو من وطأة سقم شديد، أحياء أموات حكم عليهم أن يعيشوا هذا الكابوس الدائم ، يعانون قسوة ظروف قاهرة ، و ضربات سوط الزمان الظالم الموجعة ، و في ركن من اركان أحد القبور ... أقصد البيوت يتكئ طفل صغير ، تعلوه أتربة النسيان كتحفة منسية في متحف قديم ، ملابس مهترئة ، جسم هزيل ، عظام هشة ، لا تكاد تٌميز ملامحه من كثرة الأوساخ و بالقرب منه رجلان في مقتبل العمر يتجاذبان أطراف الحديث - أترى ذلك الطفل المسكين ؟ - نعم أراه - انه ابن مسعود ، موظف البلدية الذي احترق هو و أسرته البارحة في حريق لبراكتهما - إنا لله و إنا إليه راجعون ، اللهم ارحمه لقد كان ... - و اذكروا امواتكم بخير أ سي !! ،... فلم ينج من ذلك الحريق إلا هذا الطفل المسكين ، أ لم يكن من الأفضل أن يموت مع أبويه ؟ من سيرعاه الآن ؟ - ارعه أنت ! - أ تتهكم علي ؟ ألا يكفيني جيش الجياع الذي في البيت ؟ إن للطفل ربا يرعاه .... ينصرف الرجلان في حال سبيلهما و يبقى الطفل قابعا في مكانه من دون حراك ، ينتظر المصير المجهول : فإما الموت من الجوع و البرد القارس أو معجزة تأتي بمن ينقذه من مصير مجهول ... . الفصل الثاني : الصدفة الاولى لم ينقطع بعدُ غيث السماء عن مدينتنا الحزينة ، و في الطرف الآخر من المدينة ، داخل بيت لو رآه مسعود لحسبه روضا من رياض الجنة ، تجلس الصالحة على كرسي خشبي عتيق، حاملة في يديها الهرمتين مصحفا صغيرا تقرأ بعناية فائقة آيات بينات من الذكر الحكيم في خشوع لا يوصف ، منغمسة في لذة خالصة ، - و ما لذات ملوك الانس و الجن إلا تفاهات أمام لذة الخشوع - . يرن جرس البيت معلنا عن وصول صابر ، فتنهض الصالحة في هدوء لتفتح الباب لزوجها العزيز مرحبة به ترحيب عائد من سفر طويل ، فتنحني بكل تواضع لتقبل يديه المبتلتين من الامطار ، يقوم صابر بدوره بتقبيل رأس زوجته في حنان يعتبر أسطوريا في أيامنا هذه ، تبادر الصالحة بالكلام : - لقد تأخرت يا صابر ! يبدوا أن البنك كان مملوءا عن آخره ، أو لعل أمطار الخير هي التي أغلقت الطرقات . يبتسم صابر و يتقدم بخطى متعبة نحو الكرسي الخشبي ، بينما تدخل الصالحة لإحدى غرف المنزل لتحضر غطاءا تلف به صابر و تنشف ما علق بثيابه من بلل الامطار ، يخاطب صابر زوجته بصوت منهك : - ان المدينة غارقة في السيول ، فلم أصل إلى البنك إلا بمشقة الأنفُس . تضع الصالحة يدها الطاهرة على جبين زوجها المتعب لتتفقد حرارته و تقول بلطف شديد : - سنذهب هذا المساء إذا ؟ - إن شاء الله ، في حال توقف الأمطار - بإذن الله ، سأدعك الآن لترتاح قليلا تدخل الصالحة إحدى غرف البيت و يغمض صابر عينيه عسى أن يجد راحة لجسمه و عقله المتعبين . الله أكبـــــر ، الله أكبـــــر ، تعلن مآذن المدينة عن وصول موعد صلاة العصر ، يستيقظ صابر ليتوضأ استعدادا للذهاب للمسجد ، و بعد حوالي نصف ساعة يعود صابر ليجد زوجته و قد غيرت ملابسها استعدادا للخروج . يركب الزوجان سيارتهما الفخمة ، في اتجاه الطرف الآخر من المدينة ، بعد دقائق معدودات يصل الزوجان الى صور خرساني قديم يعتبره سكان المدينة برزخا يفصل الأحياء عن الأشباح . ففي جانب ترى على مد البصر بنايات شاهقة تعاند السماء ، و في الجانب الآخر ، مقابر بشرية يسكنها أنصاف بشر قد فقدوا كل ما يجعل الأنسان إنسانا بمعايير هذا الزمن العجيب . يترجل الزوجان بعد تركهما للسيارة على الحدود ، و يتوغلان داخل الكاريان مبتسمين في وجه كل من يمران بقربه . يلقي سكان الكاريان التحية على الزوجين اللذان لا يبدوا أنهما ضيفين على هذا المكان الحقير . يواصل صابر و الصالحة المسير حتى وصلا لباب أحد قبور سكان الكاريان . في هدوء يطرق صابر باب البراكة مستأذنا أصحابه في الدخول ، فيفتح الباب شيخ هرم يبدوا عليه - بالفعل - حال سكان القبور ، يلقي صابر التحية و يدخل و زوجته البيت القزديري الكئيب . أربع أمتار طولا و عرضا ، تلك هي مساحة هذه المأساة العمرانية ، كأنما بنى البيت رجال من العصر الحجري دون ترتيب ، حجرا فوق حجر ، آجرة فوق آجرة بني هذا البيت ، لا يبقيه آمنا سوى لطف الواحد القهار ، و قد طليت الجدران بجير فقد بياضه مع مرور السنين ، و على الأرض ، لحافين لن تميز حتى مادة صنعهما ، كما تتكوم في أحد أركان البيت مجموعة من أواني الطبخ تلخص ظروف عيش الشيخ الكبير . يجلس صابر و زوجته على الارض في تواضع عجيب ليتركا للشيخ الكرسي الوحيد في المنزل ، و يبدأ الشيخان في تجاذب اطراف الحديث ، و البسمة لا تفارق محياهما حتى سأل صابر سؤالا جعل البيت يغرق في صمت عجيب ... - إني لا أرى مسعودا في أي مكان ؟ . الفصل الثالثـ : ظلمات القبور يواصل الصمت اجتياحه للمكان ، لم يكسره سوى صوت الشيخ و هو يقول : - لقد مات مسعود قبل يومين يطأطئ صابر رأسه و تذرف الصالحة دمعتي حزن على رجل لا تعرف عنه إلا ما حُكي !! يرد صابر : - لا إله إلا الله ، إنا لله وإنا اليه راجعون ، مــات و قد عزمت أن أهبه زكاة مالي كما وعدته ، قدر الله و ما شاء فعل ، لكـــن كيف حدث ذلك ، و ما أخبار زوجته و ابنه الصغير ؟ - كيف أصف لك أخي صابر الفاجعة ، لقد حدث ما لم يكن في الحسبان ، فقبل أيام معدودة ، احترقت براكة مسعود بينما كان نائما وزوجته ، فاحترقا حتى الموت . فلانعدام الماء في البراكات و بُعد الساقية ، لم يسع سكان الكاريان إلا مراقبة الكوخ و هو يتحول إلى أطلال ، و صرخات الزوجين تملأ المكان يفقد الشيخ السيطرة على دموعه و يكمل حديثه بكلمات اختلطت مع أنين حزن عميق - لقد كانت ليلة مرعبة بحق ، فقد شاهد السكان لهيب النيران يحول براكة مسعود الى هشيم ، و لم يستطع أحد تحريك ساكن ، استمر الحريق لثلاث ساعات ، و مع بزوغ الفجر أعلنت أشعة الشمس الاولى عن رحيل الليل كاشفا أطلال براكة و جثثين متفحمتين في منظر يخطف القلوب ، بقيت الجثتان في مكانهما لساعات طوال ، فمن هول الفاجعة خانت الشجاعة كل رجال الكاريان و لم يجرؤ أحد على لمس الجثثين اللتين يكسوهما الرماد ، و بعد ساعات طوال من الإنتظار تصل سيارة إسعاف لتحمل الجثتين اللتان لم يجرؤ أحد على تخطي الحدود و العبور للطرف الآخر للمطالبة بهما يتنهد الشيخ ماسحا دموعه و دموع الصالحة لم تتوقف لحظة واحدة - هكذا انتهت حياة مسعود بميتة بشعة أنهت سجل حياته الأسود المليئ بظلم عانى منه ابنه الصغير و زوجته المسكينة ، و انتهى معها بؤس زوجته التي عانت من أهوال لا توصف من جبروت زوجها الذي طالما رجع الى البيت مغيبا بالخمر ليصب جام غضبه على المراة المسكينة ... يقاطعه صابر قائلا : لكنك لم تذكر إبنه حتى الآن ، هل مات هو ايضا ؟ يبتسم الشيخ ابتسامة ملؤها الأسى و يكمل حديثه قائلا : - أما الطفل فقد شاءت الأقدار أن يغيب عن الكوخ في لحظة نشوب النيران ... يقاطع صابر الشيخ مجددا و يقول : و كيف يا ترى شبت النيران في براكة مسعود ؟ - لا أحد يعلم ، لكن بعض السكان قالوا أنه ربط زوجته و أشعل النار في الكوخ منهيا تعاستهما ، فليس للقلب و لا للعقل كما تعلم على الخمر من سلطان لكن الصدفة العجيبة شاءت أن يكون ابنه قد خرج ليقضي حاجته في الخلاء ، ليرجع ليرى النيران قد شبت في البراكة و ابواه يصرخان من شدة الالم ، في مشهد سيطارده في كوابيسه الى الأبد . دقائق أخرى من الصمت ينهيها صابر متسائلا : و أين هو الآن ؟ - إنه قابع منذ دلك الحين في نفس المكان دون طعام أو شراب ، و أبى حتى أن يتحرك من مكانه ذاك . يغادر الثلاثة البراكة للإطمئنان على ابن مسعود ، بل ليتأكدوا إن بقي في عمره من مزيد ! و كما وصف الشيخ فلم يبرح الطفل مكانه ذاك ، و حالته تزداد سوءا يوما بعد يوم و هو ينتظر الموت القريب ! ينظر الزوجان في عيون بعضهما البعض حتى بدا للشيخ أنهما يجريان حديثا دون تحريك الشفاه ، تهز الصالحة رأسها موافقة على شيء لا يعلمه سوى صابر ، و يتقدم الثلاثة نحو الصبي . و يحدث صابر الشيخ قائلا : - سنتكفل بابن مسعود و نربيه عسى أن نعوضه حنان أبويه و يعوضنا سنين الحرمان من الذرية الصالحة . قل لي ما اسمه ؟ تتغير ملامح الشيخ من ملامح بؤس إلى فرحة لا توصف و يقول و هو مبتسم بعد اطمئنانه على مستقبل الصبي المسكين ، - أتعرف ! من شدة اهمال مسعود ابنه نسي حتى أن يعطه اسما !! ترفع الصالحة يدها الى السماء حمدا و شكرا للمولى عز وجل و تقول : الحمد و الشكر لك يا اكرم الأكرمين . تنهمر دموع الفرحة من عيني صابر و ينحني ضاما الصبي و هو يقول : اذن سنسميه عبد الكريم ، إبني عبد الكريم و يبكي الثلاثة فرحا بشروق الشمس على الصبي المسكين بعد سنوات من الظلام |
صـــدفـــــة ؟ ; أول رواياتي ... -1+2+3- ممنوع الدخول لاصحاب القلوب الضعيفة
BUTCHER-MUK- _.✠._Congress_.✠._
- عدد المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 09/12/2010