اعزائي الأحباء..
دارت احداث قصتنا هذه في زمن بعيد جداًّ، عان فيه الناس أهوال الحروب والمرض،
وتجرع فيه الإنسان مذاق الذل والقهر.
نعم، انه نهاية القرن الخامس عشر، حيث كانت بداية النهضة الثقافية والصناعية،
والنهاية الإسمية للجهل والتخلف والمرض.
اتسمت هذه الفترة بظهور طائفة كبيرة من الرحالة والمستكشفين،
حيث تم في ذلك العصر اكتشاف أراضٍ جديدة، وشعوب جديدة.
لن أطيل عليكم أعزائي، والأن دعوني آخذكم معي في رحلة ليست بقصيرة،
ضمن حياة أشخاص عاشوا في تلك الفترة،
أحبوا وتعذبوا، لكنهم خلدوا لنا ذكرى حبهم العظيم.
ارجوا ان تقبلوا دعوتي وتظلوا معي لنهاية الرحلة، انمضي الأن....بدأنا..
....
في بلاد بعييييدة تدعى " لووتانسيا"، استقرت بطلة روايتنا الحسناء فائقة الجمال
"دلال" مع والدها صائغ المدينة "جلال الدين باشا " بعد وفاة امها ، في منزل كبير فخم شبيه لماهو بالاحلام.
" دلال " ابنة الثماني عشر ربيعا كانت ذات بشرة بيضاء كالزنبق، شعرها الناعم بني بلون جدع السنديان، وعيناها بلون العسل الشهي،
وجنتاها كازهار المرج الوردية، اما شفتاها فهي حمراء بلون حب الرمان.
كان " جلال الدين باشا" شديد التعلق بابنته، وحريص جدا عليها، اعتنى بها جيدا، واحسن تعليمها،
حتى صارت " دلال " ارقى فتيات مجتمع " لووتانسيا".
والأهم من جمال " دلال " ، كانت رقة قلبها وبرائتها، وكذلك وفائها الذي لانهاية له، وبسبب هذا صار الوالد كثير القلق
والتخوف على ابنته، ممادفعه حرصه الزائد عليها الى تعيين خادمة خاصة، او بالأحرى رقيب على ابنته دائمة ملاصقة لها، ترافقها اينما تذهب،
وتخبره بكل مايحصل مع "دلال".
" دلال " تلك الحسناء الرقيقة، احبت القراءة كثيراً ، خاصة الروايات.
واحبت العزف على الكمان مع نسيم الصباح العليل، وكانت " دلال " الرومانسية البريئة تحلم كثيرا بالأمير الساحر الوسيم
الذي سيخطفها الى عالمه الجميل بعيدا عن روتين الحياة التي تعودته.
ولكن الوالد كانت له مخططات اخرى، فهو لطالما بحث لابنته عن زوج ملائم، ذو مال وجاه، وحسب ونسب يليق بأميرته طبعا
ومستواها الرفيع.
اووه.... اعزائي، نسيت اخباركم عن اهم الشخصيات بروايتنا، هو " أمير " بطل الرواية،
وصاحب الحكاية، عامل المنجم الهائم بأحلامه، والكاتب الولهان ذو العشيقة المجهولة.
" أمير " ذاك الفتى الوسيم الحالم، ذو الواحد والعشرون ربيعا، سكن مع والدته في بيت صغير بالقرية، قرب مكتب البريد،
" أمير " هو شاب من الطبقة الكادحة ، توفي والده وتركه يصارع مع امه الحياة، يتخبط بها، تارة يرقص على اوتارها،
وتارة اخرى يهيم باحلامه هربا من واقعه المر كغيره من الشباب.
الا ان ل"أمير " قصة خفية ستظهر مع تسلسل احداث روايتنا .
وهنا تبدأ الرحلة:
في احد الايام استلم والد " دلال " رسالة، مفادها ان رئيس الحكومة يطلب زيارته لانتقاء حلي لزوجته في عيد زواجهما،
وعلى " جلال الدين باشا " تلبية الطلب.
الا ان رئيس الحكومة كان في اجازة في قرية صغيرة في الريف الجميل، وكان على والد "دلال" السفر الى هناك،
وطبعا لشدة خوف "جلال الدين باشا" على ابنته ، طلب منها مرافقته.
فرحت "دلال" فهي لطالما ارادت زيارة الريف الذي لم تزره منذ سنوات.
فجهزوا الامتعة واستعدوا للسفر.
وفي صباح يوم مشمس نهض "أمير " كالعادة على صوت والدته ، تناول الفطور وخرج للعمل الذي يمقته، ف"أمير " شاب حالم كما قلنا ،
ابدا لم يسلم بان هذا هو قدره.
كان في استراحة الغذاء يمسك بقلمه وورقة بيضاء ويكتب عن أميرة احلامه من ستجمل حياته، وتنتشله من واقعه البائس.
يكتب ويكتب الاشعار في وصفها ووصف جمالها الفتان، حتى رسم لها في مخيلته اجمل صورة يمكن ان تكون لانسان.
انهى "أمير " عمله وفي طريقه للبيت كعادته مر بسوق القرية، عله يجد مايمتع ناظريه ويشبع ذوقهما،
وهو يتمشى بالسوق سقطت من سيدة امامه رسالة، التقطها "أمير" وذهب مسرعا لارجاعها للسيدة:
امير.." عفوا انستي، اوقعتي هذه "
التفتت الأنسة اليه.." آه، الرسالة! شكرا سيدي، لطف منك "
تسمر "أمير" في مكانه ساكن ممسك بالرسالة ولم يفلتها
ابتسمت الأنسة .." سيدي، اتريد اعطائي الرسالة أم لا؟ "
أمير..." عذراً انستي،ااانا...." رد "أمير " بخجل وهو يتلعثم
معذور " أمير " كيف له ان يقابل الجمال الذي كان يبحث عنه دون ان يتلعثم، واي جمال هذا
هو جمال الفاتنة " دلال "
ابتسمت دلال بخجل وانحنى راسها، وجائت الخادمة مسرعة " سيدتي ، أبكِ شيء، ما الذي حدث؟ "
رفعت " دلال " راسها بسرعة ..."ههمم، لا....لايوجد شيء، اوقعت الرسالة التي كنت اريد ايصالها للبريد، والسيد اللطيف احضرها لي"
الخادمة..." سيدي؟؟"
أمير....." آآآآ ...نعم، صحيح.تفضلي انستي رسالتك"...
اخذت " دلال " الرسالة وشكرت " أمير "ومالت براسها وعادت للبيت.
اما " أمير " المسكين، فلازال هائما يرقب "دلال " وهي ترحل مبتعدة عنه..
ياترى؟اتكفي نظرة للوقوع بالحب؟
هل ماجرى حقيقة ام هو حلم بخيال " أمير " ؟
بالجزء التالي سنتابع الاحداث
يتبع...